كيف
أحقق هذا النجاح؟
والجواب: حدد
هدفك. ورغم أن الجواب يبدو محبطا ومقتضبا فإنه يحمل في طياته جل معاني النجاح.
كيف ذلك؟ الكثيرون منا يعيشون حياة متخبطة لغياب الهدف.. إن من لا هدف له في
الحياة هو لاعب تم وضعه في الملعب دون شباك يسجل فيها. الكثيرون جدا يسيرون في
الحياة هكذا، برتابة، بروتين، بلا هدف، يتركون أمواج الحياة تقود مركبهم دون أن
يحاولوا استعمال الأشرعة للتحكم في اتجاهه. حياتهم اليوم هي نفسها قبل سنوات، لا
نقلات مادية ولا معنوية، لا دفقات طموح ولا غيرها.
المشكلة
أن إجابات الفاشلين على سؤال: ما هدفك؟ مثيرة ومخيبة
للآمال.. وهي: لا أعرف. إن عدم وجود هدف في الحياة هو كارثة حقيقية؛ لأن الهدف
هو الدافع الذي يجعلك تتحرك في الحياة بوضوح وإصرار ومثابرة.
تمعن معي
في هذه المقولة الهامة جدا: "إنك بمجرد أن تحدد أهدافك تكون قد
نبهت نظام التنشيط الشبكي، حيث يصبح هذا الجزء من المخ مثل المغناطيس، يعمل على
اجتذاب أي معلومة، أو ينتهز أي فرصة يمكن أن تساعدك على تحقيق أهدافك بسرعة
أكبر".
وضوح
الهدف يجعل صاحبه واثقا لا يعبأ كثيرا بزلاته وسقطاته ويعتبرها ضرورية في طريقه،
والأروع من هذا هو عملية اجتذاب المعلومات والفرص التي لها علاقة بهدفه والتي قد
تقع عن إرادة منه حينا، وعن غير إرادة منه أحيانا كثيرة.
تأمل
معي في الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لعمه أبي طالب: "والله يا عم،
لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، على أن أترك هذا الدين ما تركته، حتى
يظهره الله على الدين كله أو أهلك دونه"، لقد كان ما عرضه عليه كفار قريش
كافيا لتشويش الهدف تماما، لكن هدف الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكثر من واضح
ولا يقبل التنازل ولا الجدل، والاختيار كان واضحا ولا مساومة فيه.
أيضا
تأمل هذا المثال، فكلنا شاهدنا في طفولتنا قصة الطفلة "أليس" التي كانت
تسير يوما فالتقت بأرنب وسألته بعد أن وقفت في ملتقى طرق:
أي
الطرق أسلك؟
فسألها
الأرنب: أين تريدين الذهاب؟
أجابت:
لا أعرف.
فقال
لها الأرنب: إذن، لا يهم أي الطرق تسلكين!!
إن من
لا هدف له لا يهم أين يتجه أو يذهب!!
كيف تحدد الهدف
وقد يسأل
البعض: كيف أحدد هدفي؟ أنا لا أعرف ماذا أريد؟ نقول له: بل تعرف،
لكنك لا تريد أن تعرف. المدة التي أمضيتها بلا هدف مختبئا في قوقعتك جعلت هالة
من الضباب تحيط بهدفك. والخطوة العملية الأولى هي كتابة قائمة بأهدافك كلها على
ورقة. ولا تستهن بأيها.. اكتبها جميعا: صغيرها
وكبيرها.. هينها وصعبها. إن كتابة الأهداف ستوسع كثيرا من مدى تفكيرك.
والأهم
هو ألا تشغل نفسك كثيرا بكيفية تحقيقها فذلك ليس مطلوبا منك في الوقت الحالي،
وإن أنت ركزت عليها فلن تكتب شيئا لأنك ستقيدها بقدرتك على تحقيقها، التي قد لا
تكون في الوقت الحالي كافية.
وقد
تتساءل: لماذا إذن أكتب قائمة بأهدافي الحقيقية؟! إنك وأنت تكتب أهدافك
وتضعها أمامك على الورق رأي العين، ستبدأ في رؤية فرص جديدة في الحياة لم تكن
تراها من قبل، وستجد نفسك منجذبا لا شعوريا تجاه هذه الفرص، وستبدأ في تنمية
قدراتك لكي تأخذك خطوة بخطوة نحو تحقيق أحلامك.
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق